كنت دوماً معي
شجاعتك وابتسامتك .. وعنادك المستمر
كل صباح كنت بجواري
ترسل بزاوية عينيك أبجدية ليست من هنا
ووروداً تشق في القفر طريقاً لا يخطئه القلب إليك
والحمام الزاجل كان يشق ضفتي الفراش ذهاباً وإياباً
ليعطيني ما لم تراه عين .. ما لا يخطر على حلم إنسان
كنت دوماً بجواري
كنت دوماً معي تفاجئني بالحضور
وتفاجئني بالغياب
وها غبائي الطفولي وسخريتك اللاذعة
تؤازرني .. تعضدني
لاجتياز الفراق .. وطعم الألم
وها صورك تلطخ جدران غرفتي
بألوان نارية .. لتجعلها غرفة من جهنم
أو قطعة من عزف موتسارت
وها قلبي كل ليل يسكن في بيت شيدته على فوهة بركان
فالعالم فيه من يعطي لحبيبه نوماً .. ومن يعطي لحبيبه جمراً
هل يحمل الضياع خيوطاً في الخفاء لا نراها يجذبنا بها .. ينتشلنا بها
خيوط يهدينا بها إلى سـُبل الحلم
من زنازين هروبنا المستمر
وضياعنا الذي أوشك على الاحتراف
فلنعترف .. إننا لم ننجح في الهروب
إننا لم نأخذ درجة امتياز في الضياع
فمازالت الأقطاب كلاً يعطي ظهره للآخر .. كأضداد
ولكن قانون الجذب يضحك عليهم
يستهزء بهم .. يستهزء بنا
نسير أميال للأمام نحو السراب
وفجأة نلتفت لتتخبط أنوفنا
ولتصبح ملامحنا فجأة على فوهة بركان .. تسكن بيتنا
ما أكذب الأقدار
وما أتعس الأمطار التي لا تجيد إلا فعل الوحل
فالغياب كل لحظة يكتمل
يفرش بظلاله بجرأة
تجعلك تستحسنه في بداية الأمر
وفي نهايته تختار الرحيل
تتوق إلى الرحيل
تتوق للسواقي التي اعطتك دون أن تعاير
تتوق لأجنحتك المكسورة من كثرة التحليق والغناء
تتوق لحرف لم تكتبه من قبل
يظهر في الأفق فجأة ثم يضمحل
ولمعنى مخبأ فيه روحك القصوى
ودرجة غليانك العظمى
والآن ها شجاعتك وابتسامتك وعنادك اللعين
يظللوا عليك .. يضعوك في حدقة عين الصدفة الملهمة
لتظل كل صباح .. بجواري
تقطف ثمار المستحيل واللاممكن
لتزيد الحلم أميالاً
والغياب أميالاً
والحضور أميالاً ..
ولكن لتعلم .. أنك كل صباح كنت بجواري
..... منقووووووووول .....